اندماجنا فى الغرب
صفحة 1 من اصل 1
اندماجنا فى الغرب
تحرص الأسر المسلمة المقيمة مع أبنائها في الغرب على تعليم أبنائها اللغة العربية،
والمحافظة على ثقافتها الإسلامية ،إلا أن هناك صعوبات وتحديات كبيرة تواجههم في [centerسبيل تحقيق هذا الهدف.
[/center]
ومن أكبر هذه التحديات سعي الغرب إلى إذابة الطفل المسلم في المجتمع الغربي
وذلك من خلال العديد من الطرق منها:
إبراز تفوق الغرب
الإشادة بقيمه وعاداته ومبادئه
جعل الشباب ينبهر بالحضارة الغربية
منع الحجاب
عدم السماح بإنشاء مدارس دينية
مستغلين في ذلك فقدان التكلم باللغة العربية، وانفتاح بعض الأسر المسلمة على العادات
الأوربية، والإنغماس في المحرمات الشرعية
وخير مثال على هجمات التذويب ما حدث في ميلانو الإيطالية حيث قام اليمين الحاكم
بإقفال مدرسة عربية تدرس اللغة العربية ومبادئ التربية الإسلامية ،هذه المدرسة
يرتادها خمسة مائة طفل غالبيتهم من المصريين هدفهم على حد قولهم "يدرسون أبناءهم
بهدف متابعة دراستهم في بلدهم الأصلي"
وقد أقر قانون الإغلاق وزير الداخلية ووزيرة التعليم. وأرجعا سبب الإغلاق إلى رغبتهم
في إدماج الأطفال العرب في المجتمع الإيطالي ولتحقيق هذا الإندماج عليهم الدراسة
في مدرسة ايطالية
أما عمدة ميلانو فقد أرجع إقفال المدرسة إلى أسباب صحية ،مع أنه يسمح لكل من أراد
إنشاء روض الأطفال نيدو-وهو روض خاص غير تابع للدولة-ولو كان في مرآب.
أما اليسار فكان رده حاسما "يجب أن تغلق بدون أسباب نحن في ايطاليا ، عليهم
احترام عاداتنا وتقاليدنا والدراسة في مدارس الكاتوليك"
إذن نستنتج أن فعل الإغلاق لم يكن لسبب مقنع وإنما لأن هذه المدرسة يجب أن لا تكون،
أما التلاميذ وأولياء أمورهم فلم يكن لهم الحق في المعارضة أو المطالبة بحقهم.
[center]
يدرك الغرب جيدا أن ارتياد الطفل المسلم لمدارسه له فوائد عديدة بالنسبة إليهم
[/center]
مثل تعلم اللغة
الأجنبية هذه اللغة تحمل بين جنباتها الثقافة، والقيم، والتاريخ، والأخلاق، ولها آثار
بعيدة المدى في تربية الأجيال وإعدادها
بالإضافة إلى التأثر بالقيم الغربية المسيحية ،فسيكون له أصدقاء غربيون لهم سلوك
مختلف،وأسلوب حياة مختلف، وتصورات مختلفة ،ونمط الإختلاط الغير محدود
وهذا بالتأكيد سيِأثر على سلوك الطفل أو الشاب.
في نهاية السنة الدراسية لهذا العام قام روض الأطفال الذي يرتاده طفلي بإقامة حفلة ،
ومن ضمن البرامج التي ستقام في الحفل ارتداء الأطفال لملابس تقليدية خاصة بالبلد
وتقديم رقصة، كل طفل يمسك بيد طفلة يتمايلان على أنغام الموسيقى المرتفعة ،
فرفضت المشاركة وطفلي في الحفل وقوبل رفضي باستغراب كبير من قبل المعلمات ،
إذا كان هذا الحفل يتماشى مع تفكيرهم ونمط حياتهم وقيمهم المسيحية ،فإنه لا يتماشى
مع قيمنا الإسلامية
إن مثل هذه الحفلات هي ضرب لديننا وهويتنا ومبادئنا وقيمنا .فنحن نعلم أبناءنا
العفة والحياء والحلال والحرام ،وفي المقابل نجد الميوعة والإنحلال والإختلاط
والتفسخ .
لكن على الرغم من جهودهم المبذولة ،ومساعيهم الرامية إلى إدماج الطفل المسلم
وذوبانه في مجتمعهم، إلا أن هذا الإدماج لم يكن كاملا وبالصورة التي تحقق أهداف الغرب
تماما فقد جاء في كتاب "استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب"
الذي أصدرتهالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو ـ أخيرا
على أن مخطط إدماج الأقليات المسلمة في الكيان الثقافي الغربي...... غالباً ما كان يلقى معارضة ومقاومة كبيرة من المسلمين
....... بسبب حرص الجاليات والأقليات المسلمة على التمسك بذاتيتها الثقافية وخصوصيتها
الإسلامية الأصيلة..... غير أن هذا الحرص من جانب المسلمين في الغرب..... لا يعني انغلاقاً على الذات أو انعزالاً عن
المجتمعات الغربية
لقد بذل الغرب جهودا لمعرفة أسباب ذلك ،ثم بذل جهود أخرى لتذليل العقبات
ابتغاء الوصول إلى الهدف.
و عدم اندماج الأطفال والشباب اندماجا كاملا في المجتمع الغربي لايعني أنهم يحافظون
جميعا على دينهم وهويتهم الإسلامية،بل أكثرهم يصبحون مذبذبين بين الموروثات
العربية و الإسلامية والواقع المحيط بهم،و هذا الوضع له آثاره السلبية في
المستقبل إن استمر على ماهو عليه، فهؤلاء الأطفال يقضون حياتهم غرباء
فهم غرباء إذا عادوا إلى بلادهم الأصلية، وهم غرباء في المجتمعات الغربية
التي يعيشون فيها حتى ولو حصلوا على جنسيتها ،وهذا الأمر يعد مصدر معاناة
للأطفال بشعورهم أنهم ينتمون إلى أقلية غير مرغوب فيها.
وخلاصة الأمر أنه يجب على الأباء والأمهات الحرص على عدم ترك أبنائهم
ينصهرون في المجتمع الغربي ،وجعلهم يندمجون معه اندماجا يحترم
خصوصية ديننا ومجتمعنا وثقافتنا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى